14 Oct
14Oct

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفي كل مرة تنطفئ فيها شرارته، لا يعني أنه اختفى
بل أنه يمرّ بمرحلة في بداخلك تحتاج أن تُفهم، لا أن تُدان.

كفنان ربما قد مررت ببعض التجارب المريرة بما يُعيق إبداعك، مشاعر غير مفهومة
 أفكار مشوشة، أهداف غير واضحة، أعمال غير مكتملة 😶‍🌫️ ..

إذ فترة صعبة على كل فنان ولكن لا تقلق فهي ليست دائمة ولها حل بإذن الله
 فبمعرفة الوصف الأدق لما تشعر به هي أول خطوات العلاج منه 💊

لذلك دعوني أشارككم أربع حالات عقلية تمرّ على معظم الفنانين
وهي أكثر ما يعطّل تدفق الفن فينا، مع بعض الحلول المجربة شخصيُا 💜🪻

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅  ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

🌫️ الجمود الإبداعي (Creative Block)

المرحلة الأشهر والأكثر إرباكًا. تأتي فجأة دون موعد، وكأن الإلهام قرر أن يختبئ قليلًا.

تحاول أن تخلق، لكن لا شيء يخرج كما تريد.

الأفكار متشابكة، والمشاعر مبهمة، والنتيجة... فراغ.
غالبًا ما يظهر هذا الجمود بعد فترة من العمل المتواصل أو الضغط الذهني، حين يصبح الفن "واجبًا" بدل أن يكون "تنفّسًا".✨ 

تذكّر: ليس عليك أن تجبر الإلهام على العودة، فقط هيّئ له بيئة دافئة ليجد طريقه إليك من جديد.

الحلول المقترحة

1. عقلية جديدة: تخصيص وقت لمراجعة وتخطيط اهداف ومبادئ وقيمك المتعلقة بالفنون، تحدث بصوت مرتفع مع نفسك، فالإجابات تظهر بشكل أوضح هكذا، اجب على تساؤلات مثل: لماذا بدأت هذا؟ ولماذا تمارس الفنون ؟

2. خذ بعضًا من الراحة ولا تفكر بالفن نهائيًا، لكن اذا شعرت انك ما زلت عالق فليست الحل بالراحة حتمًا.

3. توقف عن التغذية البصرية: الحصول على الإلهام من خلال الأخرين عند الجمود الإبداعي هو مثل محاولة اشعال فتيل محترق بالفعل، لابد ان تتذكر كيف كنت تمارس ابداعك دون النظر لأعمال الآخرين ومحاولة صنع فن يخصك.

4. لا أحد يحكم انت حُر: عود نفسك ان تعمل دون ان تدع أصوات الآخرين تشوش عليك وغالبًا حتى لو كان جمهورك فهو خدعة يفعلها الخوف ليربكك، لذلك تذكر انت القرار وانت الصواب والاختيار، لا يهم من سيرى عملك، طالما انت تفعله لأجلك.

5. إعداد مخزون احتياطي للأفكار: دائمًا جهز المفكرة التي تجمع افكارك بأوقات الإلهام، هذه ستساعدك جدًا حينما تنفذ منك الأفكار، فستجد نفسك عندما تفعلها انك تركز على مهاراتك وانهاء العمل بدلًا من التركيز على العملية الإبداعية نفسها.

6. الروتين والعادات: لابد ان تخصص وقت كافي يومي لأجل نفسك، ان لا تهمل تفاصيل يومك من علاقات إلى غذاء صحي ورياضة، هذا ليس له علاقة بالجمود لكن يذكرك ان الحياة لا تتوقف على الفن، فتناسي المشكلة  قد تجد انها اختفت بالفعل، دون شعور بندم او انك استلمت للفراغ او الراحة.


◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅  ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

🔥 الإنهاك الإبداعي (Creative Burnout)

حين تستهلك نفسك في العطاء حتى تجفّ تمامًا.

تصنع وتعمل وتبدع… ثم تستيقظ يومًا فارغًا من كل شغف.

تشعر وكأن الفن الذي أحببته لم يعد يشبهك، وكأنك فقدت اللغة التي كنت تتحدث بها. إنهاك الروح لا يُعالج بالراحة البدنية فقط، بل بالراحة العقلية كذلك وبإعادة تعريف علاقتك بالإبداع.

تذكّر: ليس كل أستراحة هي علامة أستسلام !
بل لإعادة شحن لتقديم ما هو أفضل.

وإذا كنت ملزمًا بعمل مهم فهذه نصائح لتقليل هذا العبء

الحلول المقترحة

1. بسط الأعمال: لا بأس ببذل جهد أقل، لا يعني ان كل عمل بسيط وسهل يُعد
 خاطئًا، فمعرفة متى يحين ان ترخي عضلات كتفك يعد مهمًا.

2. قول لا: إذا كان العديد من الأشخاص يطلبون منك أعمالًا، فلا بأس بقول لا في
 بعض الأحيان واختيار نفسك على الآخرين، وحتى ان كنت تقدم خدمات، أعلن بلطف
 لعملائك انك توقفت عن تقديم الخدمات لبعض الوقت وأصنع أعمالًا تشبهك.

3. أسترح: حرفيًا أرتح بكل ما تعنيه الكلمة من راحة، إن ازدحام عقلك بالأفكار يعيق
 صناعتها، انت بحاجة إلى ان تريح عقلك نفسه وتعيد صياغة معاني الفن بداخلك
 وقيمته، أحبس نفسك في غرفة صامته ودع صوت الفراغ يريح عقلك.

4. أحصل على الدعم: لا بأس بمشاركة بعض ما تشعر به بشأن الإرهاق إخراج
 الكلمات المكتومة جراء ذلك يخفف من وطء المشكلة.

5. تأمل وألتزم بروتين شخصي: إن الألتزام بالروتين مفيد جدًا فهو لا يتعلق بالفن بل
 بك، هذه الممارسات اليومية تذكرك ان الإبداع اداة ولا بأس من تركها والعودة إليها،
 كذلك التأمل، بكافة أنواعه فهو يعيد ترتيب دماغك، واخراس الاصوات المشتته.

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅  ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

☁️ الضباب الفني (Artistic Fog)

مرحلة غريبة، تشعر فيها بالضياع دون توقف تام.

تعمل قليلًا، ثم تتراجع. لديك أفكار كثيرة… لكن لا تعرف من أين تبدأ.

كأنك تمشي وسط غيمة لا ترى فيها إلا خطواتك الأولى.
الضباب لا يعني النهاية، بل مؤشّر أن رؤيتك تتغير 👁️

تذكّر: أحيانًا يكون الغموض بداية مرحلة فنية جديدة تمامًا، فقط امنح نفسك الصبر
 والمسافة الكافية لتتضح الصورة.

الحلول المقترحة

1. خصص وقتًا لتخطيط رؤيتك عن الفن: فكلما وضحت لك الصورة 
اختفى الضباب تدريجًا ..

2. دون قيمك ومبادئك: اذا لم يعد للفن طعم بالرغم من ممارستك له بحرية، جرب
 ان تحصر فنك بناءً على مبادئ وقيم مهمة أخلاقيًا ودينيًا وإجتماعيًا، 
ان تجعل له قيمة لا للأموال علاقة بها.

3. أجبر نفسك على الأختيار:قد تكون المشكلة متعلقة بصعوبة اتخاذ القرار، فالفن
 مثل البوفيه، كل الأطباق تبدو شهية ولكن ليست جميعها تناسبك، 
إذ بالحصر يصبح لديك قامة تجعلك تمارس الفن بوضوح وتحدي.

4. جرب أنواع مختلفة بالفن: إذا كنت بالفعل تفعل شيئًا روتينيًا قد تكون النصيحة
 العكسي هي الأفضل لحل المشكلة، جرب انواع فنون متنوعة واخرج عن دائرة
 راحتك، فبالتجارب يساعدك على اختيار مسار أفضل والالتزام به، فستجد ان بعض
 الفنون فعلًا لا تناسبك وستفهم لماذا كنت تفعل ما تفعله.

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅  ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆


🪶 الشك الإبداعي (Creative Doubt)

أصعبها وأعمقها.

حين يهمس صوتٌ داخلك: هل أنا فنان حقًا؟ هل ما أفعله يستحق؟

هذا الشكّ لا يهاجم الموهبة، بل الثقة.

وهو يزور كل مبدع في لحظة صمت طويلة، ليختبر مدى إيمانه بصوته الخاص✨ 
لا تحاول إسكات الشك، بل استمع إليه لتفهمه.

أنت بحاجة ان تمضي بشجاعة وتخرس هذه الأصوات؛ لأن لا يقين فيها إلا بالقيام
 بفنك ورؤية النتائج بعينيك.

تذكّر: الشجاعة ليست عدم الخوف، وإنما في اتخاذ القرار وفعل الفعل رغم الخوف.. أن تقدم على الأمر ورجلاك ترتعشان من الخوف وقلبك يرتعد ولكنك تفعلها


الحلول المقترحة

1. أصنع عقلية جديدة قوية لمحاربة هذه الشكوك: فقيمة إبداعك يحدد مدى قوة
 أعمالك، ويجعلك واثقًا، وحتى لو كانت النتيجة ليست الأفضل لكن تعرف يقينًا
 القصة التي تجعل من عملك عظيمًا وهذا ما يهم.

2. توقف عن المقارنة: إن اسوء سلاح تحارب به نفسك هو المقارنة، ضع في عقلك
 كل انسان على وجه الأرض لديه قصة ومسار خاص، ومن المستحيل ان تتشابه
 مساراتنا. وتذكر لا تقارن أقل ما لديك بأفضل ما لدى الآخرين. 

3. الثقة تُبنى وتُصنع: إذا كنت تعتقد ان الثقة هي مولودة فينا فأنك مخطئ، راقب
 الناجحين ستجد في بداياتها تصرفات وأفعال تنافي الثقة التي وصولوا إليها، ولكن
 عدم ثقتهم لم يكن حاجزًا للتقدم.

4. رضى الناس يعني خسارتك: إذا كان هدفك رضى الآخرين او إثارة الإعجاب فأنصحك
 بتغير هذا الهدف او ستخسر فنك، انت جمهورك، وانت القرار الصحيح.

5. أعرف مصادر هذه الشكوك: إن معرفة السبب يبطل العجب، هل كانت بسبب
 إنتقاد، او بسبب المثالية الزائدة؟

6. رحلة إلى الماضي: خذ جولة حول أعمالك السابقة وتذكر اللحظات والمشاعر
 الجميلة التي أنتابك حينما مدحك شخص ما، او فزت بشيء ما، او فقط لأن قضاء
 الوقت بالفن كان كل شيء بالنسبة لك، أحيانا شعورنا بالإحباط يُنسينا اننا كنا ابطالًا
 في بعض الأحيان خارقون.

7. ثق بالعملية: لست بحاجة إلى تصديق ما تراه عيانك اثناء سير العملية من أخطاء
 ومشاكل وثق بالعملية حتى النهاية، إذا لم تنجح لا بأس ضعها جانبًا ولا ترمها قد
 تكون مصدر إلهام لك بالمستقبل

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅  ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

والآن شاركنا رأيك في التعليقات أي مشكلة واجهتها، والحلول التي نفعتك ؟
ولا تنسى مشاركة المقال مع من تُحب 💜

ومتابعتنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وإذا احببت معرفة كل جديد

فإننا ندون ذلك عبر نشرتنا البريدية، للإشتراك من هُنا

 شكرًا على القراءة 

في حفظ الرحمن ورعايته


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة